</h2>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العناية بالأم الحامل
هل سيكون طفلك صحيحا؟
– القلق والحمل شيئان متلازمان. ومعظم السيدات فى سن الإنجاب هن سيدات أصحاء، كما أن غالبية حالات الحمل لا تمر بمخاطر كبيرة، والطفل الصحيح يساوى حياة صحية لأمه.
– الحياة الصحية للأم تعنى:
– العناية المبكرة حتى قبل حدوث الحمل.
– أكل الغذاء المتوازن والذي يحتوى على الفيتامينات التكميلية التي تحتوى على الحامض الفولى "الفوليك أسيد".
– ممارسة التمرينات الرياضية بشكل منتظم وبعد استشارة الطبيب.
– تجنب شرب الكحوليات، السجائر، والعقاقير المحظورة والحد من تناول الكافيين.
– تجنب التعرض لأشعة أكس، حمامات الماء الساخن، حمامات البخار (السونة).
– تجنب العدوى بالأمراض.
– الحصول على العناية الملائمة:
لا تبدأ العناية الطبية بالحمل مطلقاً قبل حدوثه. وتبدأ زيارة الطبيب مع بداية الحمل، وتكون مرة كل شهر والتي تزيد فيما بعد إلى مرة كل أسبوع كلما اقترب ميعاد الوضع، وسيقوم الطبيب أو الممرضة في كل زيارة بعمل سلسلة من الفحوصات والاختبارات للتأكد من صحتك وصحة طفلك وتشمل: قياس نمو الرحم، سماع ضربات قلب الطفل، قياس ضغط دم الأم ووزنها، وعمل تحاليل للبول عما إذا كان يوجد به بروتين أو سكر والتي من الممكن أن تكون أعراضاً لبعض المشاكل الصحية. وسوف يسألك الطبيب عن وجود أية مشاكل صحية مثل عدم الرؤية بوضوح، شد عضلي في الأرجل، تقلصات في منطقة البطن، أو صداع غير معتاد عليه.
كما سيتم الكشف عليك بالموجات فوق الصوتية، وعمل اختبارات الجينات طوال فترة الحمل. وتعتبر هذه الزيارات شيئاً حيوياً وضرورياً لصحتك وصحة طفلك.
– إطعام فردين:
إن التغذية السليمة هي خطوة أخرى حاسمة لإنجاب طفل صحيح. وتحتاج السيدة الحامل إلى حوالي 300 سعراً حرارياً إضافيا بشكل يومي لاستمرار حملها. ويتراوح متوسط ما تتوقع المرأة أن تحصل عليه من السعرات الحرارية أثناء فترة حملها (انظرالهرم الغذائي). وينبغي أن تكون السعرات الحرارية الإضافية المستهلكة مغذية. كما تحتاج السيدة الحامل إلى نظام غذائي متوازن ومتكامل يشتمل على البروتينات والفاكهة والخضراوات والحبوب بأنواعها، مع حد أدنى من السكريات والدهون.
ويوصي خبراء التغذية والحمل السيدة الحامل بزيادة النسب التي تتناولها يومياً من الطعام لكي تصبح النسب التالية:
– نسبة الخبز والحبوب بأنواعها من 6 – 11 مقداراً.
– نسبة الخضراوات من 3 – 5.
– نسبة الألبان ومنتجاتها من 4 – 6.
– نسبة اللحوم والبروتينات من 3 – 4.
– تناول 6 – 8 كوب ماء، ومشروب غازي واحد فقط أو فنجان قهوة في اليوم للحد من تناول مادة الكافيين.
وقد تم اكتشاف بعضاً من المواد المغذية التي تمد الأم وطفلها بفوائد محددة، ومنها فيتامينات (ب) والتي لها أهمية خاصة حيث يساعد نوعاً من أنواع فيتامينات "ب" (الفولات) أو شكله المركب (الحامض الفولى) على التقليل من مخاطر الإصابة بتشوهات في المخ والعمود الفقري. وتشمل المصادر الطبيعة للحامض الفولى على الخضراوات الورقية الخضراء، المكسرات، الفول، الليمون والبرتقال. ويتوافر هذا الحامض أيضاً في كثير من الحبوب وبعضاً من الفيتامينات التكميلية. ومن أكثر الأمراض شيوعا التي يسببها نقص هذا الفيتامين هو عدم اكتمال نمو الفقرات القطنية والتي لا يلتحم فيها العمود الفقري وتدمر الأعصاب المواجهة له وتترك الطفل مصابا بأنواع مختلفة من أمراض الشلل وعدم تحكمه في البول والبراز وأحياناً يسبب التخلف العقلي.
كما توجد مواد إضافية مغذية وهامة لصحة الأم والطفل ويعتبر الكالسيوم والحديد من المواد الهامة التي ينبغي تناولها بشكل خاص أثناء فترة الحمل. وتناول كالسيوم إضافي يمنع الأم من نقص كثافة عظمها لأن الجنين يمتص منها المعادن التي يحتاجها لنمو عظامه. ويساعد الحديد كلا من الأم وطفلها على حمل الأكسجين. وتحتاج معظم السيدات إلى مكملات لهذه المواد للمحافظة على المناسيب الملائمة لهذه المعادن. ويساعد تناول الفيتامينات التكميلية يومياً على ملئ الفجوات في الأيام التي لا تتناول فيها المرأة الحامل وجباتها الغذائية بشكل متكامل، وقبل تناولها عليها باستشارة طبيبها في كميتها.
– تجنب العدوى:
تشكل العدوى خطورة على الطفل الذي لم يولد بعد (على الجنين) وينبغي علاج عدوى الجهاز البولي أو أية أمراض تنتقل بالاتصال الجنسي على الفور.
وربما يحتوى فراش القطط أو اللحم غير الناضج على طفيل "Toxoplasma Gondii" الذي يسبب "Toxoplasmosis" توكسوبلازموزيز التي تشكل خطورة على الطفل والإصابة بمثل هذه العدوى نادراً ما يحدث. ولكن إذا أصيبت بها السيدة الحامل سيتعرض طفلها للإصابة بمرض خطير أو الموت. وكإجراء احتياطي، يتولى شخص آخر العناية بالقطط أو عليك بارتداء قناع للوجه وقفازات من المطاط لحمايتك. تجنبي تناول الطعام غير الناضج أو الطعام المطهى والملوث بالبكتريا التي انتقلت إليه من الطعام غير الناضج.
ويمكن أن يسبب التسمم الغذائي مرض التهاب السحايا (الحمى الشوكية) أو الالتهاب الرئوي أو يؤدى إلى موت الجنين. كما أن القيء والإسهال اللذين يصاحبان تسمم الطعام يترك الأم متعبة ومصابة بالجفاف.
– لإقلاع عن الشراب والتدخين من أجل صحة طفلك:
يعرف تقريباً كل شخص أن المرأة الحامل لا ينبغى عليها أن تشرب الكحوليات أو تدخن، والتى تعتبر من أكثر المصادر شيوعا لمشاكل الحمل. وتزيد نسبة الولادة للأطفال غير المكتمل نموهم، أو وزنهم أو تعرضهم للموت قبل الولادة للسيدات المدخنات بالمقارنة مع أطفال غير المدخنات. وبعد الولادة، نجد أطفال السيدات اللاتي قمن بالتدخين أثناء فترة حملهن يكونوا عرضة أكثر لأمراض الرئة. والإصابة بأزمات الربو وعدوى الجهاز التنفسي، وازدياد مخاطر الموت المفاجئ للطفل. وإذا أقلعت المرأة عن التدخين في مرحلة مبكرة من حملها، فهي ما زالت باستطاعتها زيادة نسبة حصولها على طفل صحيح. وعلى الأب أو أي فرد من أفراد العائلة الإقلاع عن التدخين أيضا حيث ثبتت خطورة التدخين السلبي بالمثل (استنشاق الشخص غير المدخن لدخان السجائر).
تدمر الكحوليات الجنين الذي ينمو لأنه يسير في مجرى الدم والأم التي تشرب كحوليات كأنما يشرب جنينها أيضاً، ويسبب شرب الكحوليات التخلف العقلي وتشوهات الوجه.
ومن الخطورة أيضا تعرض المرأة الحامل لأشعة إكس حيث تسبب إشعاعاتها تشوهات للجنين. كما أن حمامات البخار والماء الساخن تعمل على رفع درجة حرارة جسم المرأة ومن المحتمل أن يكون ذلك ضاراً بالطفل، وهذا لا يمنع السيدة الحامل من أخذ حمام دافئ بحيث تبقى درجة حرارة الماء على درجة حرارة جسم الأم.
تلائم بعض العقاقير استخدام المرأة الحامل، إذا كانت هناك حاجة لاستخدامها. وعلى المرأة الحامل ألا تتناول أية أدوية حتى لو كان من المسموح تناولها، ما لم تقم باستشارة طبيبها أولاً.
ومن الأفضل، إذا كان ذلك بالإمكان، تجنب تناول عقاقير أو تناول أكثر من دواء في نفس الوقت في الثلاث أشهر الأولى. كما يتم أخذ أقل جرعات ممكنة من العلاج. كما توجد أيضا بعض الأدوية التي تم استخدامها في الحمل ولم تسبب أية مشاكل. ولابد من وضع مخاطر تناول العقار في مقابل مزاياه ومنها على سبيل المثال: نجد أن بعضاً من عقاقير مرض الصرع معروف عنها أنها تسبب تشوهات، في حين أن نوبات الصرع نفسها تؤدى إلى تلف في مخ الجنين. ويتفق معظم الخبراء على أن مزايا تناول هذا الدواء في مثل هذه الحالات يفوق مخاطر عدم تناوله.
أما العقاقير الأخرى على الرغم من ذلك، فإن مزاياها ومخاطرها غير محددة. والمعلومات العلمية التي يمكن الاعتماد عليها بخصوص تناول الأدوية أثناء الحمل غالبا ما تكون غير مكتملة أو موجودة. وإذا أخذت السيدة أي عقار ثم اكتشفت أنها حامل، عليها أن تتريث في أخذ أية قرارات بخصوص حملها وبعد استشارة طبيبها. وتفتقد حوالي 80% من العقارات المعتمدة إلى وجود دليل علمي ملائم بخصوص استخدامها في فترة الحمل، وهذا لا يعنى بالضرورة أنها عقاقير ضارة بالجنين أو أن جرعاتها الموصوفة خطيرة. وتوجد أدوية قليلة جدا معروف عنها على وجه التحديد أنها ضارة جداً للجنين ومكتوب عليها ذلك أو لها استخدامات خاصة ومنها عقار "Thalidomide" الذي يعالج مرض الجذام.