
أختي الفاضله حواء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فلا تكلميه عن الفشل وتوجهي إلى الله عز وجل، وشجعيه على كل ما يفعل من الإيجابيات، واجعلي الثناء طريقا إلى قلبه وحاوريه ولا تأمريه، وأعلني اهتمامك به، واتخذيه صديقاً لك وشاوريه ولو في الأمور الخاصة به، ولا تطالبيه بالمذاكرة في الأوقات التي يكون فيها مندمجاً مع اللعب، وشجعوه على مصادقة الأخيار واطلبي من والده أن يقترب منه وأن يتخذه أخاً وصديقاً.
ولا يخفى عليك أن تنظيم الوقت مطلوب، وأن الدراسة بعد اللعب مفيدة جداً، وقد أشار الإمام أبو حامد الغزالي إلى ذلك فقال: لابد للطالب إذا عاد من الكتاب أن يستريح بشيء من اللعب الذي يحبه، فإن ذلك يدفع عنه الملل، أو كما قال رحمة الله عليه.
ولا شك أننا متفقون على أهمية المذاكرة وعلى ضرورة أن يكون للعب أوقاته، ولكن المهم هو طريقة إيصال هذا الأمر إليه، علماً بأن أفضل طريقة لذلك هي محاورته، واستخراج الإجابة منه، والحرص على تشجيعه وغرس الثقة والأمل في نفسه، وذلك بأن تقول فلان يستطيع أن يحرز نتيجة جميلة ومشرفة إذا نظم وقته واجتهد قليلا.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء له فإن الله يصلحه بذلك بحوله وقوته، مع ضرورة أن لا تظهروا الانزعاج الزائد، وأن لا تكثروا من إصدار التعليمات والتوجيهات له.